(3) رسـالـة

chay3.png

 

 

 

 

(3)

رسـالـة

 

لأني أعلم أنك تتردد هنا كثيرا، قررت أن أكتب لك هذه الكلمات..

 

صاحبي..

مضى منذ عرفتك أول مرة، دهر طويل، ولا تزال كما أنت، تكتم في داخلك الكثير، ولا يعلم أحد سر ما تكتم، أخمن كثيرا ما يشغلك، فلا يأخذني التفكير إلى نتيجة..

ليس فضولا، ولكنه اعتراف بما لك في نفسي من قدر، هل جربت طعم السعادة يوما؟ هل عرفت الفرق بين ما تعيشه اليوم، وبين أن تكون سعيدا؟ هل حاولت أن تغير ما أنت عليه اليوم؟ أوما علمت بأن السعادة تطيل العمر، حتى وإن ظل قصيرا؟

عرفتك منذ أن عرفتك، سباقا إلى الخير مقبلا عليه، تحب الناس من حولك دون أن تطلب محبتهم، تسعى لسعادتهم، ولا تنتظر سعيهم، يمرض أحدهم فتكون أول عائد، ولطالما مرضت فلم يعدك أحد، لم تقطع عنهم حبل وصالك يوما، مهما قطّعوا أحبال وصلك، في سعدهم وحزنهم، كنت الذي يمد يديه ليشاركهم، ثم تعود ولا تنتظر من كل ذلك شيئا، إلا الله ورضوانه.

هذا هو طريق السعادة الذي لا يقدر على سلوكه الآخرون، فأين السعادة في حياتك؟ وأين السعادة في محياك؟

إني أرى الزمن الطويل يهد بنيانك يا صاحبي، وأنت لا تزال في عنفوان شبابك، أين التبسم في حياتك؟ أين التفاؤل الذي إليه تدعو الآخرين؟ أين الذي علمتني من قبل؟ أنسيت قولك أننا في نعمة وسعادة، لا يجدها جل الآخرين من الناس؟

يا صاحبي..

أجد نفسي أقل من أن أوجه النصح إليك، ولكنني أشتاق حقا، أن أراك سعيدا، متفائلا، مقبلا غير متراجع، أشتاق جدا، أن تشاركنا السعادة والطموح، ولسوف أسعد جدا، لو رأيتك ضاحكا متبسما، مستدبرا كل الهموم، متوجها نحو الحياة بكل إشراق، تعطي كما أنت، ولكن بروح أخرى، بروح المحبة والتفاؤل، التي ستزيدك وبلا شك، نضارة وبهاء في عيون محبيك، وستجعل لك قدرا أعظم بكل تأكيد، من قدرك العظيم في نفوسنا جميعا.

كلمات ما شئت أن أكتمها أكثر، أضعها هنا ليقرأها القراء، وتقرأها أنت، وهي وإن كانت بقلمي، فإنها تجري على لسان الجميع، ممن يتمنون السعادة لك، ولكافة المسلمين.

 

* همسة: ليست الرسالة إلى شخص بعينه، وإنما هي رسالة إلى كل منطو مبتعد – ولعلي أكون أحد هؤلاء – ليعود بين الناس فيسعد بجمعهم، ويسعدوا به بينهم.

 

بو ياسر

4/11/2009

انشر الرابط

اترك تعليقاً

اسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني