● ويـسـتـمـر المسلسل ●

من وحي الذاكرة - مقالات متنوعة

 مقالات متنوعة من وحي الذكريات،

تنشر تباعا على صفحات المدونة،

بعضها بالتنسيق مع مجلة الإصلاح

والبعض الآخر حصري على المدونة،

كونوا معنا

 

 

 نشر في مجلة الإصلاح – يونيو 2010

ظننت أن مسلسل الاستيقاظ الصباحي سينتهي بمجرد انتهاء امتحانات آخر العام، غير أن خطة أخرى قد دبرت من دون علمي، فقد تم تسجيلي في مراكز التحفيظ، لتتواصل حلقات الاستيقاظ الصباحي، وسأنتظم في صف آخر بمدرسة عمر بن الخطاب، مع مدرس ربما أكون على معرفة مسبقة به، ولا عزاء لي في العطلة الصيفية، فقد تبددت آمال الراحة والبطالة.

 

كنت في المرحلة الابتدائية حينها، ولم يكن لي رأي في ذلك، فالرأي رأي الكبار، وعلي أن أتبع أخي في كل محطاته، فالمركز الصيفي لا مفر منه مادام أخي سينتظم فيه، وحضور الأنشطة أيضا لا مجال للفرار منه، لا أذكر أني حاولت التهرب فالمحاولة ستؤول إلى فشل محقق، ولا أستطيع أن أتذكر الشعور بتفاصيل أكثر، لكنني أتوقع أنه كان كما أسلفت.

بدأ النشاط، ووجدت نفسي مع زملاء جدد غير الذين عرفتهم في المدرسة، ومناهج أخرى متنوعة ومسلية في نفس الوقت، و “أبو بلال“، أستاذنا في الفصل كان يستغل كل دقيقة لإضفاء المرح وابتكار الألعاب، لم يكن النشاط يخلو من البرامج الخارجية والرحلات الترويحية، وأصبح الحضور إلى المركز متعة الصيف بعد أن كنت أظنه مدرسة أخرى وجب علي الانتظام فيها.

وانتهى ذلك الصيف ثم تبعه صيف وصيف، ومسلسل مراكز التحفيظ مستمر بالنسبة لي، تتطور الأفكار في كل عام، ويتغير المدرسون ويتبدل بعض الزملاء، والمتعة والفائدة لا تتغير إلا إلى ازدياد، ثم تأتي ثمرة ذلك العمل المتواصل والغرس الأول لتنطلق واحات القرآن الكريم مع بداية الألفية، على يد أبناء مراكز التحفيظ بعد أن أينعت الثمار واستوى الزرع، ومفاد رسالتهم لمربيهم: “هذا غرسكم الطيب، اليوم يؤتي ثماره“.

وها نحن اليوم، بعد عشر سنوات من انطلاقة واحات القرآن الكريم، إذ تستعد الواحات لاستقبال النشاط الصيفي من جديد، مع تطور الأساليب واختلاف الزمان، تظل الرسالة ويستمر العمل من أجل ذات الهدف، الفصول الدراسية والمساجد ووسائل الترفيه والحلقات النموذجية، والشباب الذين يقضون الأسابيع والأشهر في إعداد المناهج، وسائل التحفيز والمطبوعات والهدايا، كل هذه المميزات وإن لم تكن موجودة من قبل، فإنها ليست سوى امتداد لمراكز التحفيظ التي انطلقت قبل خمسة وثلاثين عاما في البحرين من محطة جمعية الإصلاح، لا تزال تعطي عطاء الكرماء، فبوركت هذه الجهود، وبوركت هذه الأيدي الكريمة، ولله در العاملين والمتعلمين والدارسين، فإن خيركم، من تعلم القرآن وعلمه.

بو ياسر
مايو 2010

انشر الرابط

تعليقات

  1. ياسر الحسن 14 يونيو 2010 at 2:00 م

    والله تمشي الأيام =)
    بوركت أخوي على المقال..

  2. راشد اسحق 15 يوليو 2010 at 11:31 ص

    والله اني اشعر ان جمال الاسلوب و رونق الكتابه التي تملكها، وتمتعنا بها، ليس إلا ثمرة من ثمرات الاستيقاظ الصباحي في إجازة الصيف القرآني.

اترك تعليقاً

اسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني